Monday, October 1, 2007

24

بداية أحب أن أشكر كل من أرسل إليَ تعليقات على الموضوع السابق و واسانى فى مرضى، و أعتذر بشدة لهم جميعاً عن عدم الرد عليهم حتى الآن و لكن هذا كان خارج عن إرادتى، فقد كان هناك ما يمنعنى من الدخول إلى الشبكة العنكبوتية (حلوة الشبكة العنكبوتية دى،مش كده؟) لكننى أعدهم أننى سوف أرد عليهم جميعاً فرداً فرداً خلال الأيام القليلة القادمة
و لكن ما الذى جعلنى أكتب الآن؟
اليوم أتم عامى الرابع و العشرين، يااااااه ياله من عمرطويل للغاية ، لا أدرى كيف يمكن أن يعيش شخص لمدة ثمانون أو ستون أو حتى ثلاثون عاماً؟
كنت قديماً أسعد فى هذا اليوم، و لكن يوم بلوغى الحادية و العشرين من عمرى وجدتنى غير سعيد، لقد مر واحد و عشرون عاماً من عمرى و أصبحت شرعاً و قانوناً راشداً و لكننى لم أفعل أى شىء فى حياتى
و استمر هذا الإحساس معى حتى عيد ميلادى هذا
و لكننى لا أعرف لماذا أشعر أن الفترة القادمة من حياتى سوف تكون أفضل؟
شعور غريب ليس له ما يبرره، ربما هو تخاريف الشيخوخة
المهم اننى بهذه المناسبة قررت نشر قصيدة أعشقها للفاجومى (أحمد فؤاد نجم) لأنها تحتوى على فلسفة رائعة، و ربما هى تلخص الحياة كلها فى جملة واحدة فى نهاية القصيدة
أرجو أن تستمتعوا بالقصيدة ، و أنتظر هداياكم لى بهذه المناسبة التاريخية
(على فكرة ، أنا معنديش مشكلة آخد حقى ناشف)
-----------------------------



زى النهاردة من زمان
من كام سنة
و لافيش لزوم للعد أو للحسبنة
أصل الحكاية
عد عمرك يا جحا
قال: يوم فلس
وخمسة ستة عكننة
فلس فلس
يحيا الفلس و الجدعنة
***
زى النهاردة
الست هانم والدتى
حزقت
و قالت بالقليل
يا دهوتى
واتجمعوا نسوان حارتنا
يسمعوا
صرخة قدومى
و يستباركو بطلعتى
خيبة عقول طبعاً
و حركات نسونة
***
لأ و المصيبة
ان الجماعة ماشاورونيش
و لا حد قال لى
إن كنت آجى
أو ما اجيش
قال ليه و ليه
ابويا ناغش والدتى
قام شىء حصل بعد المناغشة
ما يتحكيش
و ابن العرب فى الشىء ده
أحدث ميكنة
***
ليلتها كان الحظ
آخر نعنشة
و كلمتين
فى ضحكتين
بعد العشا
كان القدر جاهز
مجهز خبطته
شوفوا العجيبة المدهشة
سنين عذاب تجلبها لحظة سلطنة

Monday, August 6, 2007

.........................

لا أدرى لماذا أكتب هذا الكلام الآن؟؟؟
حتى إننى لم أجد له عنواناًَ
لكننى شعرت برغبة فى الكتابة فكتبت
لقد مررت بتجربة فى الأيام الماضية أدعو الله ألا يريها لأحد، ألا و هى تجربة إجراء عملية جراحية
شعور لا يمكن وصفه
ممر طويل للوصول إلى غرفة العمليات، لا أدرى لماذا خطر فجأة على بالى شعور المحكوم عليه بالإعدام أثناء اقتياده لتنفيذ الحكم
أنا أعرف أننى لست ذاهباً للإعدام و لكنى فى نفس الوقت أشعر أننى لن أعود
غرفة باردة، منضدة باردة، كشافات مبهرة، و أهم من هذا كله شريط الذكريات
!!!لا أدرى كيف انسابت هذه الذكريات دفعة واحدة
لقد رأيت خلال دقيقة أو دقيقتين- وهى المدة ما بين رقادى على المنضدة الباردة
و ذهابى عن الوعى بعد أن قام طبيب التخدير بعمله العبقرى-وجوه كل من عرفت فى حياتى و تذكرت أحداثاً لم أتخيل أن عقلى مازال محتفظاً بها
وضع طبيب التخدير سن المحقن فى وريدى و للعجب لم أشعر بألم أثناء اختراق المحقن لأنسجة ظهر يدى و وريدى
كأن هذا لم يعد جسدى
لحظة عجيبة حدث فيها انفصال ما بين روحى و جسدى، كلا لم أمر بتجربة الدنو من الموت و لكنى مررت بشعور لا يمكن وصفه
حول المنضدة التف عدد من الأطباء ينتظرون غيابى عن الوعى ليقوموا بعملهم الروتينى و رغم حالتى إلا اننى لاحظت هدوء أعصابهم و عدم مبالاتهم كأنهم ينظرون إلى طعام ينتظر أن يأكلوه، أنا بدورى شعرت أنى فريسة سقطت وسط قبيلة من أكلة لحوم البشر
أفرغ طبيب التخدير المحقن فى عروقى و فى لحظة واحدة تحول شعورى بالخوف إلى شعور بالاطمئنان، لا أعرف كيف حدث هذا و لكنه حدث
لكننى-و لله الحمد-استطعت أن أنطق الشهادة قبيل غيابى عن الوعى بأجزاء من الثانية
كنت حريصاً بشدة على فعل ذلك
و كما يقول العبقرى(د.أحمد خالد توفيق)فإن الإنسان لا يذكر كم مرة كاد يموت فيها
و لكن هناك مرة يشعر أنها الأخيرة، هناك مرة أخيرة حتماً
بعد لحظة واحدة-أو أقل قليلاً-استيقظت لأجدنى راقداً فى حجرة و حولى أسرتى يهنئوننى على السلامة، كنت أسمعهم و لكننى لم أستطع الرد عليهم كنت أشعر أننى لست منهم، أنا قادم من مكان آخر،من عالم آخر
استمر ذهولى بعض الوقت، لا أدرى إن كان هذا الذهول بسبب التجربة التى مررت بها أم اننى أتفلسف و كل هذا مجرد أعراض عادية تنتج عن التخدير
فكرت فى هذا فتذكرت سؤال عمنا صلاح جاهين حين قال
ياترى أنا مت........ وللا وصلت للفلسفة
فى المساء كنت قد استعدت قواى إلى حد كبير، لكننى أصابنى الرعب عندما أخبرنى الطبيب أننى ممنوع من الحركة لمدة شهر
شـــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــــــر
كيف أتمكن من ذلك و أنا إنسان ملول بطبعى
و لكن الأيام تمر، فأنا أكتب هذا الكلام بعد أن انقضى نصف هذا الشهر تقريباً
الحمد لله
حقيقة لا أدرى لماذا أكتب هذا الكلام الذى أعرف أنه لن يهم أحداً
لكنه داخلى و أحببت أن أعبر عنه قدر إستطاعتى
أعرف أنه ليس عملاً أدبياً، و لا مقالاً سياسياً حتى يقرأه الناس و يرسلوا تعليقاتهم و لكن من قال اننى أنتظر تعليقات، أنا فقط شعرت برغبتى فى شىء ففعلته
شعرت برغبة قوية فى أن أصف كيف أفادتنى هذه التجربة
لقد عرفتنى- و ربما لأول مرة- الفرق بين الصديق الحقيقى و الصديق المزيف
لقد عرفتنى أن هناك بالفعل من يهتم لأمرى
لقد عرفتنى أنه إذا رحلت فإن هناك من سيبكى لأجلى
شعور رائع أن تشعر أنك لن تأتى الحياة و تذهب دون أن يشعر بك أحد
حقيقة أشكر من أعماق قلبى كل من اهتم لأمرى
أشكركم جميعاً
و لا أراكم الله مكروهاً فى عزيز لديكم


Saturday, June 30, 2007

حيرة

صفحة الرياضة
كتب – رفعت إسماعيل

بدأ لاعبو الفريق الأحمر إجازتهم السنوية بعد إحرازهم لقب البطولة الذى جاهدوا من أجله طويلاً . و قد صرح رئيس النادى فى حوار خاص بسعادته البالغة و هنأ اللاعبين و وعدهم بمكافئة كبيرة . و من المتوقع أن تصل المكافئة بالإضافة إلى جوائز البطولة إ لى مبلغ 30,000 دولار للاعب الواحد


صفحة الفن




كتبت – عبير عبد الرحمن

طار المطرب الشهير (سوسو أبو شامة) إلى بيروت لإحياء حفل رأس السنة بعد غد الإثنين. جدير بالذكر أن أجر سوسو فى الحفل هو 20,000دولار




صفحة الفن برضو






كتب – علاء عبد العظيم

وقعت الفنانة (جمالات كفتة) عقد مع شركة إنتاج كبرى للقيام ببطولة فيلم سينمائى جديد. و رغم التكتم الشديد على قيمة العقد إلا أن بعض المصادر من داخل شركة الإنتاج أكدت أن قيمة العقد لا تقل عن مليون جنيه. جدير بالذكر أن (جمالات) كانت قد بدأت حياتها كراقصة ثم كمطربة و أخيرا كممثلة.



--------------------------------------------------

وضع الأب الجريدة من يده بعد أن جذب انتباهه أصوات أطفاله و هم يلعبون مع أمهم و ابتسم دون أن يشعر و هو يستمع إلى أحلامهم البسيطة. كانوا ولدين و بنت واحدة جميعهم فى المرحلة الإبتدائية. قال الولد الأكبر أنه يتمنى أن يصبح طبيباً
و قال الثانى أنه يتمنى أن يصبح مهندساً بينما تمنت البنت أن تصبح معلمة
نظر إليهم الأب بسعادة ثم فجأة جاءه خاطر غريب، هل من الأفضل لهم أن يتركهم ليحققوا ما يتمنون أم يجب عليه كأب أن يرشدهم إلى الطريق المضمون؟!ا
خطر هذا بباله بعد قرائته للجريدة و شرد بذهنه و هو يتخيل ابنه الأكبر لاعب كرة و الآخر مطرب و ابنته راقصة فابتسم مرة أخرى و لكن ابتسامته هذه المرة كان بها شىء مختلف
كان بها كثير من السخرية
و المرارة

Thursday, April 12, 2007

من فات قديمه 4


و هذه إحدى روائع الشاعر الذى أعشقه بشكل خاص (أحمد فؤاد نجم) و الذى أراه

واحداً من أبرع من كتب شعر العامية و أكثرهم موهبة


------------------------------------

صرخة جيفارا


جيفارا مات

جيفارا مات

اخر خبر فى الراديوهات

وفى الكنايس والجوامع وفى الحواري والشوارع وع القهاوي وع البارات

جيفارا مات

واتمد حبل الدردشه والتعليقات

مات المناضل المثال

ياميت خسارة على الرجال

مات الجدع فوق مدفعه جوة الغابات

جسد نضالة بمصرعه ومن سكات

لا طبالين يفرقعواولا اعلانات

ما رايكم دام عزكم يا انتيكات

يا غرقانين فى المأكولات والملبوسات

يا دافيانين ومولعين الدفايات

يا محفلطين يا ملمعين ياجسمينات

يا بتوع نضال اخر زمن فى العوامات

ما رايكم دام عزكم جيفارا مات

لاطنطنة ولا شنشنة ولا اعلامات واستعلامات


عينى عليه ساعه القضا من غير رفاقه تودعه

يطلع انينه للفضا يزعق ولا مين يسمعه

يمكن صرخ من الالم من لسعه النار ف الحشا

يمكن ضحك او ابتسم او ارتعش او انتشى

يمكن لفظ اخر نفس كلمه وداع لجل الجياع

يمكن وصية للى حاضنين القضية فى الصراع

صور كتير ملو الخيال والف مليون احتمال

لكن اكيد اكيد اكيد ولاجدال جيفارا مات موتة رجال


ياشغالين ومحرومين يا مسلسلين رجلين وراس

خلاص خلاص مالكوش خلاص غير بالبنادق والرصاص

دا منطق العصر السعيدعصر الزنوج والامريكان

الكلمه للنار والحديد والعدل اخرس او جبان

صرخه جيفار يا عبيد في اى موطن او مكان

مافيش بديل مافيش مناص

يا تجهزوا جيش الخلاص

يا تقولوا على العالم خلاص

من فات قديمه 3


و هذه مشاركة أخرى من (رامى التونى) للشاعر الكبير و الخلوق (فاروق جويدة) و أرجو ألا تكون الأخيرة


-----------------------------------------


عيناك أرض لا تخون



ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ
خلفَ قضبان الحياهْ
وتعربدُ الأحزان في صدري
ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي
ويظل ما عندي
سجيناً في الشفاه
والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي
فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ
وجدائل الأحلام تزحف
خلف موج الليل
بحاراً تصارعه الجبال
والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي
ويسقط ضوؤها
خلف الظلالْ
عيناك بحر النورِ
يحملني إلى
زمنٍ نقي القلبِ ..
مجنون الخيال
عيناك إبحارٌ
وعودةُ غائبٍ
عيناك توبةُ عابدٍ
وقفتْ تصارعُ وحدها
شبح الضلال
مازال في قلبي سؤالْ ..
كيف انتهتْ أحلامنا ؟
مازلتُ أبحثُ عن عيونك
علَّني ألقاك فيها بالجواب
مازلتُ رغم اليأسِ
أعرفها وتعرفني
ونحمل في جوانحنا عتابْ
لو خانت الدنيا
وخان الناسُ
وابتعد الصحابْ
عيناك أرضٌ لا تخونْ
عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ
عيناك نهر من جنونْ
عيناك أزمانٌ ومرٌ
ليسَ مثل الناسِ
شيئاً من سرابْ
عيناك آلهةٌ وعشاقٌ
وصبرٌ واغتراب
عيناك بيتي
عندما ضاقت بنا الدنيا
وضاق بنا العذاب
***
ما زلتُ أبحثُ عن عيونك
بيننا أملٌ وليدْ
أنا شاطئٌ
ألقتْ عليه جراحها
أنا زورقُ الحلم البعيدْ
أنا ليلةٌ
حار الزمانُ بسحرها
عمرُ الحياة يقاسُ
بالزمن السعيدْ
ولتسألي عينيك
أين بريقها ؟
ستقول في ألمٍ توارى
صار شيئاً من جليدْ ..
وأظلُ أبحثُ عن عيونك
خلف قضبان الحياهْ
ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ
إن ثار في غضبٍ
تحاصرهُ الشفاهْ
كيف انتهت أحلامنا ؟
قد تخنق الأقدار يوماً حبنا
وتفرق الأيام قهراً شملنا
أو تعزف الأحزان لحناً
من بقايا ... جرحنا
ويمر عامٌ .. ربما عامان
أزمان تسدُ طريقنا
ويظل في عينيك
موطننا القديمْ
نلقي عليه متاعب الأسفار
في زمنٍ عقيمْ
عيناك موطننا القديم
وإن غدت أيامنا
ليلاً يطاردُ في ضياءْ
سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ
أن يرجع الإنسانٌ إنساناً
يُغطي العُرى
يغسل نفسه يوماً
ويرجع للنقاءْ
عيناك موطننا القديمُ
وإن غدونا كالضياعِ
بلا وطن
فيها عشقت العمر
أحزاناً وأفراحاً
ضياعاً أو سكنْ
عيناك في شعري خلودٌ
يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ
عيناك عندي بالزمانِ
وقد غدوتُ .. بلا زمن

----------------------------------------------
خطيئة



أسقطت حبك من سنين حياتي

وصلبته شبحا على الطرقات

وجمعت أيام الفضائل كلها

فوجدت بُعدي أجمل الحسنات

قد كنتِ في ليل الضلال خطيئة

لا الصوم يغفرها ولا صلواتي



Monday, March 26, 2007

من فات قديمه 2


لم يتحمس جدياً للفكرة سوى الصديقة العزيزة مى
و أرسلت لى قصيدتين للشاعر العبقرى (نزار قبانى) أيضاً
و هما "التلميذ" و "شقة مفروشة" و التى قمت بإكمالها لها
و أنا أشكرها جزيل الشكر و أدعو باقى الزوار أن يرسلوا لى الأشعار
على بريدى و أنا سوف أقوم بنشرها مع كتابة إسم مرسلها
فى إنتظار مشاركاتكم

..............................

التلميذ

تورطت فى الحب خمسين عاماً
و لازلت أجهل ماذا يدور برأس النساء
قرأت كتاب الأنوثة حرفاً فحرفاً
و لم أتعلم إلى الآن شيئاً من الأبجدية
و لازلت أشعر أنى أحبك فى زمن الجاهلية
و ألثم حناء شعرك بالطرق الجاهلية
و لازلت أشعر أن الهوى فى بلاد العروبة ليس سوى غزوة جاهلية
قرأت كتلب الأنوثة حرفاً فحرفاً
و لم أتعلم إلى الآن شيئاً من الأبجدية
و لازلت أشعر أنى أحبك فى زمن الجاهلية
و ألثم حناء شعرك بالطرق الجاهلي
ة

..............................................

شقة مفروشة


هـذي البـلادُ شـقَّـةٌ مَفـروشـةٌ ، يملُكُها شخصٌ يُسَمّى عَنترَهْ …
يسـكَرُ طوالَ الليل عنـدَ بابهـا ، و يجمَعُ الإيجـارَ من سُكّـانهـا ..
وَ يَطلُبُ الزواجَ من نسـوانهـا ، وَ يُطلقُ النـارَ على الأشجـار …
و الأطفـال … و العيـون …والضفـائر المُعَطّـرَهْ ...
هـذي البـلادُ كلُّهـا مَزرَعَـةٌ شخصيّـةٌ لعَنـترَهْ …
سـماؤهـا .. هَواؤهـا … نسـاؤها … حُقولُهـا المُخضَوضَرَهْ …
كلُّ الشـبابيك علَيـها صـورَةٌ لعَـنتَرَهْ …
كلُّ الميـادين هُنـا ، تحمـلُ اسـمَ عَــنتَرَهْ …
عَــنتَرَةٌ يُقـيمُ فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز …
و فـي زجـاجـة الكُولا ، وَ فـي أحـلامنـا المُحتَضـرَهْ...
فـي عرَبـات الخَـسّ ، و البـطّيخ …
فــي البـاصـات ، فـي مَحطّـة القطـار ، فـي جمارك المطـار..
فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا …
و فـي كُلّ فئـات العُمـلَة المُزَوَّرَهْ …
مـدينـةٌ مَهـجورَةٌ مُهَجّـرَهْ …
لم يبقَ – فيها – فأرةٌ ، أو نملَـةٌ ، أو جدوَلٌ ، أو شـجَرَهْ …
لاشـيء – فيها – يُدهشُ السّـياح إلاّ الصـورَةُ الرسميّـة المُقَرَّرَهْ ..
للجـنرال عَــنتَرَهْ …
فـي غرفَـة الجلوس ..
فـي ميـلاده السَـعيد ..
فـي قُصـوره الشـامخَـة ، البـاذخَـة ، المُسَـوَّرَهْ …
مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينَـةُ المُسـتَعمَرَهْ …
فَحُزنُنـا مُكّرَّرٌ ، وَمَوتُنـا مُكَرَّرٌ ،ونكهَةُ القهوَة في شفاهنـا مُكَرَّرَهْ …
فَمُنذُ أَنْ وُلدنـا ،و نَحنُ مَحبوسُونَ فـي زجـاجة الثقافة المُـدَوَّرَهْ …
وَمُـذْ دَخَلـنَا المَدرَسَـهْ ،و نحنُ لانَدرُسُ إلاّ سيرَةً ذاتيّـةً واحـدَهً …
تـُخبرنـا عـن عَضـلات عَـنتَرَهْ …
وَ مَكـرُمات عَــنتَرَهْ … وَ مُعجزات عَــنتَرَهْ …
ولا نرى في كلّ دُور السينما إلاّ شريطاً عربيّاً مُضجراً يلعبُ فيه عَنتَرَهْ …
لا شـيء – في إذاعَـة الصـباح – نهتـمُّ به …
فـالخـبَرُ الأوّلُــ – فيهـا – خبرٌ عن عَــنترَهْ …
و الخَـبَرُ الأخـيرُ – فيهـا – خَبَرٌ عن عَــنتَرَهْ …
لا شـيءَ – في البرنامج الثـاني – سـوَى :
عـزفٌ – عـلى القـانون – من مُؤلَّفـات عَــنتَرَهْ …
وَ لَـوحَـةٌ زيتيّـةٌ من خـربَشــات عَــنتَرَهْ ...
و بـاقَـةٌ من أردَئ الشـعر بصـوت عـنترَهْ …
هذي بلادٌ يَمنَحُ الكتَاب – فيها – صَوتَهُم ،لسَـيّد المُثَقَّفينَ عَنتَرَهْ …
يُجَمّلُونَ قـُبحَهُ ، يُؤَرّخونَ عصرَهُ ، و ينشُرونَ فكرَهُ …
و يَقـرَعونَ الطبـلَ فـي حـروبـه المُظـفَّرَهْ …
لا نَجـمَ – فوق شـاشَـة التلفـاز – إلاّ عَــنتَرَهْ …
بقَـدّه المَيَّـاس ، أو ضحكَـته المُعَبـرَهْ …
يـوماً بزيّ الدُوق و الأمير … يـوماً بزيّ الكادحٍ الفـقير …
يَوماً على دبّابَة روسيّـةٍ …
يـوماً عـلى مُجَـنزَرَهْ …
يـوماً عـلى أضـلاعنـا المُكَسَّـرَهْ …
لا أحَـدٌ يجـرُؤُ أن يقـولَ : " لا " ، للجـنرال عَــنتَرَهْ …
لا أحَـدٌ يجرؤُ أن يسـألَ أهلَ العلم – في المدينَة – عَن حُكم عَنتَرَهْ …
إنَّ الخيارات هنا ، مَحدودَةٌ ،بينَ دخول السَجن ،أو دخول المَقبَرَهْ ..
لا شـيء فـي مدينَة المائة و خمسين مليون تابوت سوى …
تلاوَةُ القُرآن ، و السُرادقُ الكبير ، و الجنائز المُنتَظرَهْ …
لا شيء ،إلاَّ رجُلٌ يبيعُ - في حقيبَةٍ - تذاكرَ الدخول للقبر ، يُدعى عَنتَرهْ …
عَــنتَرَةُ العَبسـيُّ … لا يَترُكنـا دقيقةً واحدَةً …
فـ مَرّةَ ، يـأكُلُ من طعامنـا … و َمـرَّةً يشرَبُ من شـرابنـا …
وَ مَرَّةً يَندَسُّ فـي فراشـنا … وَ مـرَّةً يزورُنـا مُسَـلَّحاً …
ليَقبَضَ الإيجـار عن بلادنـا المُسـتأجَرَهْ


Sunday, March 25, 2007

من فات قديمه1


فكرت فى شىء و أرجو أن تساعدونى فيه لأنه بدونكم لن يكون له قيمة
لقد فكرت فى وضع ركن ثابت لأجمل أقوال الشعراء- من وجهة نظرى طبعاً- سواء كانت هذه الأشعار مغناة أو لا
ولكن هذه الفكرة لن يكون لها قيمة بدون مشاركتكم سواء بإبداء الرأى فى ما عرضته أو بإضافة أشعار أخرى لعرضها حتى يستمتع بها الجميع
و أرجو منكم أن تخبرونى برأيكم فى هذه الفكرة التى ليست جديدة و لكنى أشعر أنها ستكون رائعة هنا لوجود شعراء هنا و شاعرة أيضاً (و هى عارفة نفسها) كما أن معظمكم قارءون جيدون و سوف أستفيد منكم بالطبع
و أحب أن أبدأ هنا بقصيدة للشاعر الكبير (نزار قبانى) و قد غناها له الفنان (كاظم الساهر)

"مع الإعتذار لعاشور"

...............................

مدرسة الحب


علمني حبك أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزن

لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور

لامرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور

علمني حبك سيدتي أسوء عادات

علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات

وأجرب طب العطارين وأطرق بابا العرافات

علمني أخرج من بيتي وحيدا لأمشط أرصفة الطرقات

و أطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات

وألملم من عينيك ملايين النجمات

يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات

أدخلني حبكِ سيدتي مدن الأحزان

وأنا من قبلكِ لم أدخل مدن الأحزان

لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان

أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان

علمني حبكِ أن أتصرف كالصبيان

أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان

يا امرأة قلبت تاريخي

إني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان

علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان

علمني أني حين أحب تكف الأرض عن الدوران

علمني حبكِ أشياء ما كانت أبداً في الحسبان

قرأت أقاصيص الأطفال دخلت قصور ملوك الجان

وحلمت بأن تتزوجني بنت السلطان

تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان

تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان

وحلمت بأني أخطفها مثل الفرسان

و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان

علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان

علمني كيف يمر العمر ولا تأتي بنت السلطان